الصحية الحيوية. وفيما يتعلق بالخدمات، فإن الأثر الأكبر الذي أبلغت عنه قرابة نصف البلدان يتمثل في توفير الرعاية الأولية اليومية للوقاية من بعض المشاكل الصحية الأكثر شيوعًا والسيطرة عليها. كما أن الرعاية الطويلة الأجل للحالات المزمنة وإعادة التأهيل والرعاية التلطيفية في نهاية العمر، لا تزال معطلة بشكل كبير – مما يؤثر بشدة على كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
ولا تزال تدخلات الرعاية الطارئة والحرجة والجراحية المنقذة للحياة معطلة في حوالي 20% من البلدان، مما يعكس معظم الآثار الفورية غير المباشرة لهذا الوباء. كما يبلغ ثلثا البلدان عن حدوث اضطرابات في العمليات الجراحية الاختيارية، مع تراكم العواقب بالتزامن مع طول أمد الجائحة.
ومن بين الخدمات الصحية الأكثر تضررًا (أي الخدمات التي أبلغ أكثر من 40% من البلدان عن حدوث اضطرابات فيها) الخدمات المتعلقة بالاضطرابات النفسية والعصبية واضطرابات تعاطي المخدرات؛ وأمراض المناطق المدارية المهملة؛ والسل؛ وفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد B وC؛ وفحوص الكشف عن السرطان، وخدمات الأمراض غير السارية الأخرى بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري؛ وتنظيم الأسرة ومنع الحمل؛ ورعاية الأسنان العاجلة؛ وسوء التغذية.
ويكشف الاستقصاء الذي صدر قبل أسبوع التمنيع العالمي (الذي يبدأ في 24 نيسان/إبريل) واليوم العالمي للملاريا (25 نيسان/إبريل) أنه لا تزال هناك ثغرات خطيرة أيضا في معالجة تعطل الخدمات في هذين المجالين كليهما. ولا يزال أكثر من ثلث البلدان يبلغ عن تعطل خدمات التمنيع، على الرغم من التقدم المحرز في البلدان التي تعمل على الحدّ من تعطل هذه الخدمات في المرافق الصحية وتلك التي تقدم خدمات تمنيع “توعوية” بنحو 20% و30% على التوالي مقارنة بعام 2020. ويبرز ذلك الحاجة إلى نُهج جديدة ومستدامة لتحسين التغطية بالتمنيع وتحسين الإقبال عليه.
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف: “لا تزال جائحة كوفيد-19 تشكل تحديات خطيرة للصحة العالمية تتجاوز تأثير المرض نفسه. وبالنسبة للأطفال، فإن تعطل خدمات التمنيع له عواقب وخيمة. ومع توسيع نطاق إيصال لقاحات كوفيد-19، يتعين علينا أن نضمن ألا يكون ذلك على حساب اللقاحات الأساسية للأطفال. ولا يمكننا أن نسمح لمعركتنا ضد كوفيد-19 اليوم بتقويض معركتنا ضد الحصبة أو شلل الأطفال أو غيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وسيكون لاضطرابات التمنيع المطولة عواقب طويلة الأجل على صحة الأطفال. وحان وقت تدارك ذلك الآن”.
وفي الوقت نفسه، يبلغ ما يقرب من 40% من البلدان أيضًا عن تعطل خدمة واحدة أو أكثر من خدمات الملاريا. ورغم التقدم المحرز مقارنة بعام 2020 – حيث انخفض عدد البلدان التي أبلغت عن تعطل خدمات تشخيص الملاريا وعلاجها بنسبة 10%، وانخفض عدد البلدان التي أبلغت عن تعطل حملات الوقاية من الملاريا بنسبة 25-33% (بما في ذلك توزيع الناموسيات المشبعة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد، والرش الداخلي، والوقاية الكيميائية الموسمية من الملاريا)، فإن مستوى تعطل الخدمات لا يزال كبيرًا ويحتاج إلى معالجة عاجلة.
وستواصل المنظمة دعم البلدان حتى تتمكن من الاستجابة للضغوط المتزايدة على النظم الصحية والأولويات والاحتياجات السريعة التطور طوال فترة الجائحة، وضمان أن تكون استراتيجيات مكافحة كوفيد-19 مُتضمنة في استراتيجيات متوازنة لمعالجة الأولويات الصحية الأخرى وضمان استمرار حصول الجميع على الرعاية الشاملة، بمن فيهم الفئات الأكثر احتياجًا.
وتشمل آليات الدعم الرئيسية مبادرة تسريع الإتاحة، التي تعمل على تسريع الإتاحة المنصفة للقاحات كوفيد-19 واختباراته وعلاجاته، وخطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية، التي توجّه الإجراءات المتخذة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية لمعالجة كوفيد-19.
ولا يزال تركيز المنظمة منصباً كذلك على إنجاز العمل الذي التزمت به قبل بدء جائحة كوفيد-19. فعلى الصعيد الداخلي، قامت المنظمة، من خلال “مبادرة التدعيم” وشراكة التغطية الصحية الشاملة، التي تشمل 115 بلدًا، بتعزيز قدرتها على تقديم دعم إضافي للبلدان لتتمكن من صون الخدمات الصحية الأساسية أثناء الجائحة وإحراز التقدم صوب التغطية الصحية الشاملة.
ملاحظات للمحررين
يتناول هذا الاستقصاء 63 خدمة صحية أساسية في مختلف منصات تقديم الخدمات والمجالات الصحية. وقد أرسل إلى 216 بلدًا وإقليمًا في جميع أنحاء أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة. وتلقينا 105 ردود (معدل استجابة بنسبة 66%) من كبار المسؤولين في وزارات الصحة، معظمها في الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى آذار/ مارس 2021. وأشارت الردود إلى الوضع الذي كان سائداً في البلد خلال الأشهر الثلاثة السابقة للرد على الاستقصاء (في هذه الحالة تغطي الردود بشكل أساسي الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر 2020 وشباط/فبراير 2021).
وفي حين أن تواجه استطلاعات الرأي قيود مثل التحيز المحتمل في الإبلاغ ومدى تمثيل الآراء، فإن جدوى هذا الجهد يكمن في شموله وسرعة تقديمه للمعلومات.